بيان الدورة العادية الحادية عشرة للأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو.

الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب

              الأمانة الوطنية

الدورة الحادية عشر

29سبتمبر 2019

بيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان

برئاسة الأخ إبراهيم غالي، الأمين العام للجبهة، رئيس الجمهورية، عقدت الأمانة الوطنية دورتها الحادية عشر، يومي 29 و30 سبتمبر 2019، وقد تدارست تقرير مكتبها الدائم واستمعت إلى تقارير وعروض تكميلية في ميادين الكفاح المختلفة لتقييم الفترة الممتدة منذ الدورة العادية العاشرة ورسم آفاق المرحلة المقبلة.

استعرضت الأمانة الوطنية بكل اعتزاز المكاسب التي حققها الشعب الصحراوي بكفاحه البطولي وصموده على مختلف الجبهات، داخلياً وخارجياً، مما انعكس في الحصائل المشجعة لإنجاز البرامج والاستحقاقات الوطنية، مشيدة بالتعاطي البناء بين المؤسستين التشريعية والتنفيذية.

وأشادت الأمانة الوطنية بجيش التحرير الشعبي الصحراوي وتصميمه على استكمال مهمة التحرير واسترجاع السيادة ، فضلا عن تصديه للمخاطر الأمنية الناجمة عن إغراق قوة الاحتلال المغربية للمنطقة بالمخدرات وما يشكله ذلك من مصدر تمويل لعصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية وما يمثله من تهديد خطير لكل دول المنطقة.

وعلى ساحة الأرض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية، استحضرت الأمانة الوطنية عطاءات وتضحيات جماهير انتفاضة الاستقلال المباركة وما تجسده على الميدان من مقاومة سلمية باسلة، تعكس الوجه الحضاري لكفاح الشعب الصحراوي في مواجهة آلة القمع الوحشي الذي تمارسه دولة الاحتلال المغربي ، الذي كانت آخر ضحاياه الشابة صباح عثمان أحميدة بالإضافة إلى إصدار أحكام تعسفية في حق مجموعة من الشباب على خلفية مشاركتهم في احتفال الجماهير الصحراوية بفوز الفريق الوطني الجزائري بكأس إفريقيا للأمم.

وجددت الأمانة الوطنية، في هذا السياق،المطالبة بإطلاق سراح معتقلي أكديم إزيك ويحي محمد الحافظ إعزة وجميع الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية ، والكشف عن مصير المفقودين ، وإزالة جدار الاحتلال المغربي الجريمة ضد الإنسانية.

وهي تستعرض مستجدات المقاومة السلمية، هنأت الأمانة الوطنية المناضلة والناشطة الحقوقية الصحراوية أمنتو حيدار، إثر تكريمها بجائزة نوبل البديلة مما يفتح آفاقا جديدة لإسماع صوت الشعب الصحراوي ويعزز حضور قضيته الوطنية على الساحة الدولية ويكرس حقه في تقرير المصير والاستقلال.

وفي ذات السياق هنأت الأمانة الوطنية الشخصيات الدولية الثلاثة التي تشترك معها في الفوز بنفس الجائزة عرفانا لما بذلوه من جهود في خدمة قضايا إنسانية سامية.

وسجلت الأمانة الوطنية بارتياح نجاح مختلف البرامج السياسية والخدماتية، على غرار البرنامج الصيفي للشباب والطلبة، والجامعة الصيفية لإطارات الجبهة والدولة الصحراوية المقامة في الجزائر الشقيقة ، والجامعة الصيفية للشباب في أمهيريز بالأراضي المحررة ، والدخول الاجتماعي 2019-2020 فضلا عن إحياء المناسبات الوطنية في ظروف تنظيمية جيدة.

ولدى تناولها لتحضيرات المؤتمر الخامس عشر للجبهة ، سجلت الأمانة الوطنية الانطلاقة الجيدة لعمل اللجنة التحضيرية والروح الإيجابية التي ميزت أشغالها داعية كافة المناضلين والمناضلات إلى المساهمة كل من موقعه في إنجاح مهمتها والحضور الفعال والبناء في الندوات السياسية المقبلة وجعلها محطات لتقييم كفاحنا واستشراف مستقبل مشروعنا الوطني ووضع الإستراتيجيات الكفيلة بفرض خيارات شعبنا المتمثلة في الاستقلال وبناء دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني.

وعند استعراضها لأوجه الكفاح على الصعيد الدولي ، حيت الأمانة الوطنية الاتحاد الإفريقي وهنأته على تمسكه بميثاقه التأسيسي ودفاعه المستميت عن وحدة القارة وحق شعوبها في الحرية والاستقلال كما أشادت بمواقفه المبدئية والتزامه بالقوانين المنظمة لشراكات إفريقيا مع الدول والمنظمات القارية والدولية.

كما حيت الأمانة الوطنية المواقف المعبر عنها في الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة من طرف العديد من الدول المطالبة بإلحاح بتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في الحرية والاستقلال.

وذكرت الأمانة الوطنية بخطورة حالة الانسداد التي يشهدها مسار التسوية الأممي الإفريقي، جراء العراقيل المتكررة من طرف النظام المغربي في غياب أي رادع من لدن مجلس الأمن، والفراغ الناجم عن استقالة المبعوث الشخصي السابق، السيد هورست كوهلر، والتباطؤ في تعيين خلف له. إضافة إلى ذلك يستمر المغرب في نهب الثورات الطبيعية للصحراء الغربية وينتهك حقوق الإنسان ويواصل أعماله الاستفزازية في الكركارات وغيرها مما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة. وفي ظل هذه الظروف ومع التمادي في عدم اتخاذ خطوات جادة نحو إيجاد حل عادل يضمن تحقيق طموح الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال واستمرار النظام المغربي في سياسة التعنت والهروب إلى الأمام وسعيه لإشعال فتيل التوتر في المنطقة ، فإن جبهة البوليساريو وإذ تؤكد على تعاونها الدائم وتعاطيها الإيجابي والبناء مع الأمم المتحدة،  فإنها تتشبث بحقها في مواصلة الكفاح بكل الوسائل المشروعة من أجل استكمال السيادة على كامل التراب الوطني.

الأمانة الوطنية وفي دورتها الحادية عشرة حذرت من أن مضي أطراف دولية معروفة مثل فرنسا في حماية الأطروحة العدوانية التوسعية للمملكة المغربية، لن يسهم إلا في المزيد من التعنت لدولة الاحتلال ورفضها التعاطي الإيجابي مع قرارات الأمم المتحدة.

وذكرت الأمانة الوطنية القوى السياسية الإسبانية وهي تتنافس في الانتخابات المقبلة لرسم سياسات مستقبل بلدها باستحضار المسؤوليات التاريخية والقانونية والأخلاقية للدولة الإسبانية تجاه الشعب الصحراوي وضرورة مساهمتها ، باعتبارها القوة المديرة للإقليم ، في استكمال مسار تصفية الاستعمار منه بتمكين شعبه من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير مصيره واسترجاع سيادته.

وحيت الأمانة الوطنية الموقف الجزائري المبدئي والثابت، الذي يعكس قوة وتميز العلاقة القائمة على الأخوة والصداقة والتحالف الأبدي بين الشعبين الجزائري والصحراوي.

وثمنت الأمانة الوطنية تطور علاقات الأخوة والصداقة وحسن الجوار، ومستوى التعاون والتنسيق، بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية والجمهورية الصحراوية.

كما وجهت تحية تقدير وعرفان إلى الحركة التضامنية وكل الأشقاء والأصدقاء في العالم على المواقف الداعمه لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.

وفي ختام أشغالها ، أهابت الأمانة الوطنية بكافة الصحراويين أينما تواجدوا للمزيد من رص الصفوف والوحدة والالتحام ، واليقظة والاستنفار والتعبئة لإنجاح كافة الاستحقاقات المقبلة وفي مقدمتها المؤتمر الخامس عشر للجبهة وجعل منه محطة نضالية وكفاحية أخرى في معركة شعبنا من أجل الحرية والاستقلال، واستكمال سيادة الجمهورية الصحراوية، دولة كل الصحراويات وكل الصحراويين، على كامل ترابها الوطني.

قوة، تصميم وإرادة لفرض الاستقلال والسيادة

/المصدر: وكالة الانباء الصحراوية