تصريح وزير الشؤون الخارجية الصحراوية بشأن قرار مجلس الأمن الأخير حول الصحراء الغربية.

بئر لحلو (الجمهورية الصحراوية) 01 نوفمبر 2019 – أدلى وزير الشؤون الخارجية الصحراوي، محمد سالم ولد السالك، بتصريح لوكالة الأنباء الصحراوية بشأن القرار 2494 الصادر عن مجلس الأمن الاممي يوم 30 أكتوبر الفارط بشأن الصحراء الغربية.

وذكر الوزير في تصريحه بمواقف الجمهورية الصحراوية وجبهة البوليساريو من مختلف جوانب التعاطي السابق مع الأمم المتحدة، مذكرا أن تواطأ فرنسا بلغ ذروته في الفترة الأخيرة من داخل مجلس الأمن، وبلغ درجة محاولتها تغيير مهمة وطبيعة بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو).

وشدد الوزير الصحراوي أن “الدولة الصحراوية حقيقة لا يمكن القفز عليها او التنكر لوجودها أو اختزالها عبر أنصاف الحلول”، معتبرا أن ” التراجع المغربي عن تنفيذ بنود الاتفاق الثنائي المذكور قد يرجع المنطقة برمتها إلى المربع الأول”.

وفي ما يلي النص الكامل للتصريح الذي توصلت به الوكالة

“تصريح وزير الخارجية، محمد سالم ولد السالك:

بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2494 منذ يومين قام المحتل المغربى كعادته بمحاولة استغلال الفرصة لتمرير قراءاته وتجديد ادعاءاته وأوهامه وكان ذلك جليا فى تصريح لوزير خارجيته.

إنه من الضرورى أن ندلي للرأي الوطنى والدولى بما يلى:

1- كنا ومنذ إفصاح المغرب عن نيته التملص من التزاماته المسجلة فى اتفاق السلام الذى أبرمناه معه تحت إشراف منظمتي الامم المتحدة والوحدة الأفريقية سنة 1991 بعد 16 من الحرب،  قد أشرنا بإلحاح إلى أن التراجع المغربي عن تنفيذ بنود الاتفاق الثنائي المذكور قد يرجع المنطقة برمتها إلى المربع الأول.

2- إننا حاولنا جاهدين، بالرغم من  التواطؤ والانحياز إلى الإحتلال من داخل مجلس الأمن، أن نساعد الأمم المتحدة لمواصلة مجهوداتها الرامية إلى تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية عبر تنفيذ بعثة المينورسو لمهمتها المتمثلة في تنظيم استفتاء تقرير المصير، غير أن فرنسا، العضو الدائم فى مجلس الأمن وصاحب حق الفيتو، أجهضت كل الخطوات والمجهودات الأممية وكل أساليب التعاون وضبط النفس وحسن النية التي تعامل بها الطرف الصحراوى مع الأوضاع طيلة زهاء ثلاثة عقود.

3- إن التواطؤ المفضوح مع الاحتلال المغربى اللاشرعى، من داخل مجلس الامن، وصل ذروته مع المحاولات الأخيرة الرامية الى تغيير مهمة المينورسو من خلال إدخال صياغات جديدة ومفردات مناقضة تماما لنص وروح اتفاق الطرفين وقرارات ولوائح الجمعية العامة ومجلس الأمن وقرارات وأحكام الإتحاد الأفريقى ومحكمة العدل الدولية.

4- إننا نؤكد بكل وضوح ومسؤولية أنه لا يمكن قطعا، لا لفرنسا ولا للمغرب أو غيرهم مصادرة حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال.

ونؤكد أن ممارسة الشعب الصحراوي لحقه الثابت وغير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال هو الحل الوسط، الواقعي والتوافقي وهو ما كان محل اتفاق بين الطرفين وحصل على تأييد بالاجماع على مستوى منظمتي الامم المتحدة والوحدة الأفريقية.

5- على فرنسا أن تعي أنه من مصلحتها مساعدة المملكة المغربية على فهم أن التعايش مع الجمهورية الصحراوية، جارتها الأبدية، يعتبر الخيار الوحيد، العادل والسلمى والنهائي وأن إحترام حدود جميع جيرانها والانخراط فى سياسة التعاون من أجل التنمية المستدامة ومحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة بات أفضل الطرق لضمان الإستقرار والسلام.

6- إن محاولة استعمال سلطة مجلس الأمن ضد قرارات ومقتضيات الشرعية الدولية المتعلقة بقضية الصحراء الغربية محاولة يائسة تنم عن نوايا مبيتة تهدف إلى إشعال المنطقة لفرض مصالح أنانية واستعمارية عبر الإحتلال اللاشرعى وفرض الأمر الواقع بقوة السلاح.

7- لا تسامح مع استعمال المينورسو لحراسة مستمرة للإحتلال والبعثة الأممية يجب أن تتمتع بكل صلاحياتها وأن تخرج نهائيا من قبضة وسيطرة إدارة المحتل، ولا تسامح بأي شكل من الأشكال مع أي محاولة تهدف الى تغيير مهمتها المتمثلة فى تنظيم الاستفتاء.

8- الإلتزام بوقف إطلاق النار مرتبط ومرهون بالإلتزام بتنظيم الإستفتاء لأنهما يشكلان معا الإتفاق الذى أدى إلى إنشاء المينورسو باعتبارها آلية تنفيذ.

9- من يحلم أنه مع مرور الأيام يمكن أن يمنع الشعب الصحراوي من حقوقه وسيادته التامة على أرضه يرتكب حماقة ذات عواقب وخيمة.

10- ثلاثة عقود من المماطلات وشراء الذمم لم تفد فى أي شيء وعمقت الفقر والحرمان فى المغرب وأجلت الديموقراطية فيه وعرقلت الاندماج المغاربى .

11- بعد 44 سنة من محاولات إبادة الشعب الصحراوى بشتى الوسائل والقضاء على كل أشكال مقاومته، يجب الإعتراف أن الدولة الصحراوية حقيقة لا يمكن القفز عليها او التنكر لوجودها أو اختزالها عبر أنصاف الحلول. وما جلوس المملكة المغربية إلى جانب الجمهورية الصحراوية فى المؤتمرات والمحافل القارية والدولية إلا دليل قاطع على أن مسيرة الدولة الصحراوية لأخذ مكانها فى الامم المتحدة لا مرد لها.

كما أن تشبث المجتمع الدولي بحق الشعب الصحراوي فى تقرير المصير والاستقلال ورفضه لأية سيادة مغربية على الصحراء الغربية أدلة أخرى إضافية تثبت أن زمن الإستعمار والأوهام التوسعية وحيازة أراضى الجيران بالقوة قد ولى دون رجعة وتؤكد كذلك أن دولة الإحتلال المغربى تسبح عكس التيار العالمى المعاصر. 

12- نعلن لمن يحب أو يهوى اللعب بالنار عن وعي وقصد او لتهور أو نقص فى القدرة على تقدير الأمور حق قدرها أن هناك خطوطا حمراء مسطرة بدماء الشهداء لا يمكن تجوازها من أي كان. ومن تجرأ على ذلك سيجد الشعب الصحراوي أمامه في الموعد كما كان دائما.”

بئر لحلو 1 نوفمبر 2019.”