جامعة ديكارت الفرنسية: تصفية الإستعمار في الصحراء الغربية محور محاضرة لفائدة طلبة ماجستير2 كلية العلوم الإنسانية والإجتماعية.

باريس (فرنسا) 26 نوفمبر 2019 :  نشط الوفد الصحراوي المشارك في فعاليات الأسبوع الدولي للتضامن بباريس، محاضرات لفائدة طلبة الماجستير2، لطلبة كلية العلوم الإنسانية والإجتماعية في جامعة ديكارت، حول قضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية والعملية السياسية التي تشرف عليها الأمم المتحدة منذ 1991، بين طرفي النزاع جبهة البوليساريو بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي والمملكة المغربية بإعتبارها القوة المحتلة عسكريًا للإقليم منذ خريف عام 1975، عقب إنسحاب الإستعمار الإسباني وتقسيمها للإقليم بين الرباط ونواكشوط.

وقد تطرق عضو الوفد، مسؤول العلاقات الخارجية لإتحاد الشبيبة السيد حمدي عمار، إلى الوضع الأمني المهدد في شمال إفريقيا في ظل غياب حل لقضية الصحراء الغربية بسبب تماطل النظام المغربي المدعوم من قبل بعض القوى الأجنبية، في مقابل تزايد الدعوات داخل أوساط الشعب الصحراوي، خاصة الشباب بالعودة إلى الحرب لإنتزاع حقه في الحرية والإستقلال موضحا أن هذا الأمر له تداعيات وإنعاكاسات سلبية علي  المنطقة ككل وكذلك على أوروبا خاصة دول الجنوب.

كما أبرز  المتحدث من جهة أخرى، معاناة الشعب الصحراوي من إستمرار الإحتلال المغربي وبتواطؤ مع الشركات المتعددة الجنسيات والإتحاد الأوروبي في النهب الممنهج والخطير للثروات الطبيعية للإقليم، والأرقام الخالية التي يتم جنيها من هذه الصفقات المشبوهة والملطخة بدماء الصحراويين الذين يتعرضون بشكل يومي وعلى أوسع نطاق للتعذيب، الإعتقالات، المحاكمات الصورية والقتل العمد بسبب رفضهم للتواجد المغربي الغير الشرعي في الصحراء الغربية والتي كانت سببا وراء فرار الكثير من الشباب إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين رغم الظروف الإنسانية الصعبة هناك في ظل نقص المساعدات المادية وغياب آفاق وفرص الشغل. 

ومن جانبه، المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان، السيد حسنة مولاي الداهي، ركز على القضية الصحراوية من منظور القانون الدولي، والمسار الذي مرت منه ثم مجموعة القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة و مجلس الأمن طيلة السنوات الماضية، كما أطلع الطلاب على وضعية حقوق الإنسان في المدن المحتلة، والسياسة التي ينهجها الإحتلال المغربي ضد المدنيين العزل في إنتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وإتفاقية جنيف الرابعة المعنية بحماية المدنيين خلال الحروب أو تحت  الإحتلال العسكري. 

كما تطرق السيد حسنة مولاي الداهي، إلى دعاية ومغالطات الإحتلال المغربي حول الوضع المزري الذي يعيشه الصحراويون في مختلف المدن المحتلة بهدف الحصول على مواقف تدعمه في فرض الأمر الواقع ومخططه الإستعماري على الصحراويين، كان آخرها توريط الإتحاد الأوروبي في التوقيع على إتفاقيات تشمل الصحراء الغربية ومواردها الطبيعية وإنتهاك الشرعية الدولية وأحكام محكمة العدل الأوروبية التي أقرت بعدم شرعية إدراج الصحراء الغربية ضمن إتفاقيات الشراكة بين الإتحاد والرباط بإعتبار الأخير لا يمتلك حق السيادة على إقليم الصحراء الغربية.

هذا وتجدر الإشارة إلى أن المحاضرة  المدرجة ضمن برنامج المحاضرات لفائدة الطلبة، حضرهها الكاتب العام للمرصد الصحراوي للمرأة والطفل السيد يوسف محمد عبد القادر والناشطة الدولية في مجال البيئة وحقوق الإنسان كاثرين كونستنتينيديس، قد شهدت فتح نقاش مطول من قبل الطلبة شمل مختلف جوانب القضية الصحراوية، لاسيما مسألة تأثيرها على الوضع الأمني في المنطقة ومدى جدية إنخراط النظام المغربي في عملية التسوية الأممية للنزاع. / المصدر: (08)