صفقة المقايضة بين المغرب و إسرائيل و زيارة الوزير الأمريكى للمغرب .

صرح بنجامين نتانياهو الوزير الاول الإسرائيلي منذ أيام أن علاقة بلاده بالمملكة المغربية ستتم ترقيتها إلى مستوى التطبيع التام بما يعنى الاعلان عن علاقات ديبلوماسية عادية و لو أن البلد الذى يترأس لجنة القدس هو اول بلد عربى يقيم علاقات قوية مع إسرائيل منذ عشرات السنين. 

الأوساط الإسرائيلية و الأمريكية  المقربة من مراكز القرار فى البلدين باتت تكرر مذ تولى محمد السادس دفة الحكم بقرب تطبيع المملكة المغربية مع الدولة العبرية. 

الأوساط المذكورة تعزى التأخر الحاصل فى تجسيد الاتفاقات السرية التي توصل إليها القصر المغربى مع إسرائيل إلى مماطلة الطرف المغربى فى عملية الإعلان عن ربط العلاقات الديبلوماسية و تفضيله تطبيق خطة للتدرج تعتمد على إقامة شراكات استراتيجية فى الميادين الاقتصادية والعسكرية والأمنية و الديبلوماسية للوصول الى الإعلان الرسمى عن قيام تلك العلاقات الشيء الذي قبلته الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة و بدأ الطرفان فى تنفيذه بوتيرة متسارعة منذ سنة 2013. 

الجانب الإسرائيلي يعتبر منذ سنتين أنه حان الوقت للقيام بالخطوة المنتظرة لاحتياج الوزير الاول الإسرائيلي داخليا إلى الإعلان عن إختراق يعتبر حصادا ثمينا له قيمة كبيرة بالنسبة للرأي العام الداخلى.

معرفة القصر الملكى المغربى  برغبة الحكومة الإسرائيلية الكبيرة في التطبيع المغربى مع الدولة العبرية فى الظروف ااراهنة دفع بالجانب المغربى إلى اشتراط حصول اسرائيل و اللوبى اليهودى فى الولايات المتحدة الأمريكية من الرئيس الأمريكى على الاعتراف للمغرب بالسيادة على الصحراء الغربية ليكون ذالك متزامنا مع الإعلان الرسمى عن ربط العلاقات الديبلوماسية بين إسرائيل و المملكة المغربية. 

و اذا كان نتانياهو يرعب فى ترسيم العلاقات فى إطار اجندته الداخلية و الاقليمية فإن الملك محمد السادس بدوره يحتاج إلى نجدة قوية للخروج من الورطة التى يوجد فيها على مستوى النزاع فى الصحراء الغربية أمام رفض المجتمع الدولي لأية سيادة مغربية على الصحراء الغربية و تمسكه بالحل الذى يمر عبر تطبيق تقرير المصير بالإضافة إلي اضطرار المغرب الجلوس إلى جانب الجمهورية الصحراوية فى المؤتمرات و المحافل القارية و الدولية بعد فشله في سحب البساط من تحت أقدام الدولة الصحراوية على الصعيدين القارى و الدولى.  

محمد السادس طالب نتانياهو فى عدة مناسبات من خلال لقاءات رفيعة المستوى بين مسؤولين من الجانبين و بواسطة شخصيات خليجية و اخرى إسرائيلية من أصول مغربية، بالتدخل القوى لدى إدارة ترامب للاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية على غرار قرارات الإعتراف الامريكى بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري و إقامة السفارة الأمريكية فى القدس.

إن كل المؤشرات تدل على أن المغرب لم يتمكن لحد الساعة من الحصول على المقايضة التى كان قد طرحها على الطاولة و التى كان من المفترض أن يتم الإعلان عنها أثناء زيارة الوزير الأمريكى للرباط منذ يومين و هذا ربما ما يفسر إلغاء لقائه المبرمج فى آخر لحظة مع محمد السادس(10).