في رحاب أكديم ازيك

 بقلم : لحسن بولسان                   

          مخيم اكديم ازيك هي عبارة اليوم عند الصحراويين ترسم  الشموخ والعزة وتؤكد أن جذوة النصر باقية ، وأن ضوء روح الإبداع و الابتكار عند المقاومة الصحراوية لا يخبو أو يتلاشى مهما كانت الظروف والتحديات ، فعندما قررت جماهير شعبنا  بالأرض المحتلة في العاشر أكتوبر من سنة ألفين وعشر  أن تنهي حالة الاستكانة وتجعله يوم انعطاف تنتصب  فيه قامة الصحراويين كلهم ، وهم ينصبون أول خيمة شرق مدينة العيون المحتلة وتحديدا بمنطقة أكديم إزيك على أعمدة وحدة وطنية صلبة وما إكتنفته من مد جماهيري عريض، ومن حالة تكافل إجتماعي فريدة  ،لتتعانق تلك  البقعة الطيبة مع كل نقاط تواجد الصحراويين ،ويعلن  فيها الشعب الصحراوي  عن وحدة الحال، وتماسك الوجدان، وترابط المصير.

أن جذوة النصر باقية ، وأن ضوء روح الإبداع و الابتكار عند المقاومة الصحراوية لا يخبو أو يتلاشى مهما كانت الظروف والتحديات ، فعندما قررت جماهير شعبنا  بالأرض المحتلة في العاشر أكتوبر من سنة ألفين وعشر  أن تنهي حالة الاستكانة وتجعله يوم انعطاف تنتصب  فيه قامة الصحراويين كلهم ، وهم ينصبون أول خيمة شرق مدينة العيون المحتلة وتحديدا بمنطقة أكديم إزيك على أعمدة وحدة وطنية صلبة وما إكتنفته من مد جماهيري عريض، ومن حالة تكافل إجتماعي فريدة  ،لتتعانق تلك  البقعة الطيبة مع كل نقاط تواجد الصحراويين ،ويعلن  فيها الشعب الصحراوي  عن وحدة الحال، وتماسك الوجدان، وترابط المصير.

إن ذكرى اكديم ازيك ، أكبر من إمكانية الحديث عن كل حيثياتها  في مقال بسيط، فهي ستبقى تجربة  فريدة في تاريخ المقاومة السلمية العالمية  ،تجربة جديرة بالتوقف والدراسة الفاحصة والشاملة،كمحطة نوعية ناصعة في صيرورة المقاومة الصحراوية، ولعظمتها دلالات تسمو فوق كل المعاني ، زاخرة بأبعاد  جليلة : روحاً وزخماً ويقيناً وعطاءًا، ومما زادها عظمة  وقداسة وفخرا و إعتزازا هو يوم الأسير المدني الصحراوي المصادف للثامن نوفمبر .

   لقد خاب ظن المحتل المغربي ،وفاق صمود أسرانا في سجونه كل تصورات الغزاة  ،وبقي شعبنا بالأرض المحتلة،  يقدم التضحيات تلوى التضحيات التي دُونت سطورُها بالآلام، ومعانيها بالجراح، وحروفُها من دم شعب اعزل  قدم ألاف الشهداء. في الثامن نوفمبر ، عيد الأسير المدني الصحراوي، نقف وقفة إجلال لأسرانا بسجون الغزاة ،الذين أسسوا بصمودهم على غرار أسرى أكدز  وقلعة مكونة وتازمامارت وجميع المخافر السرية   لمدرسة تصنع الأجيال على مبادئ الكرامة و العزة والشموخ. 

       في صبيحة الثامن نوفمبر ألفين وعشر، مجازر مغربية في حق العنصر الصحراوي ،  ترتكب  في حق الأبرياء العزل بمخيم إكديم إزيك من أطفال وشيوخ ونساء  ، لقد قتل واسر وشرد ، فسقط الشهداء وخلدوا  على غرار الناجم الكارحي ،وتم أسر  العشرات وما غيروا. إن اقتراف الاحتلال المغربي لأبشع الجرائم في حق ابناء الشعب الصحراوي  بعد ملحمة مخيم اكديم ازيك  ، يعيد تأكيد جملة من الحقائق جهد الاحتلال  على مدار عقود في محاولات نفيها أو طمسها ،أهمها : أن طبيعة التواجد المغربي بالصحراء الغربية  هو احتلال بالمطلق، و أن طول سنوات الاحتلال   وما رافقها من  قتل واعتقال وتهجير وترهيب  وحصار، لم يؤتي أياً من أهدافه ،فستبقى روح المقاومة والرفض باقية ، بل ومتفجرة  في وجه المعتدين بعد ان  تجذر الحس الوطني عند جميع شرائح الشعب الصحراوي الملتف حول ممثله الشرعي الجبهة الشعبية .

           اخيرا إن  استحضار ذكرى أكديم أزيك ، والعيد الوطني للأسير المدني الصحراوي هي مسؤولية تتجدد تجعلنا نستعيد اليقين الصحراوي في الحرية والاستقلال ،الذي  لم ولن  تعدل منه ولا فيه كل  دسائس الاحتلال ومكائده ،فحرية الشعب الصحراوي حق أزلي لا يمكن لأي  كان أن يناقش فيه، ولا يحق له أن يجادل حتى في مفرداته.‏ وستبقى الجبهة الشعبية القادرة على جمع  الكلّ الصحراوي   شامخة رغم أنف الأعداء  ولا تساوم على الحق المشروع لشعبنا  ، والقادرة دوما على  إغلاق المنافذ التي يمكن لأعداء الشعب الصحراوي  النفاذ  منها لتنفيذ ما عجزوا عنه  بلغة النار والحديد  .‏

        يدرك الشعب الصحراوي الصامد الذي يأبى الإنكسار ، ان كفاحه التحرري ليس خياره فقط، بل قدره للحسم  في الوجود والمصير حتى لو إعترضته  بعض العقبات هنا ، أو واجهته بعض التحديات الأنية هناك وسيبقى كفاحه ، كفاح أجيال وماضي في طريق الحق  مهما كان الثمن ،وأستسمح  الشاعر الموريتاني أحمدو ولد عبد القادر أن أقتبس من قصيدته ما تردد اليوم الجماهير الصحراوية في كل أصقاع الدنيا : 

نحن شعب قد صلّبته المآسي = سهرته الآلام والنكبات

نسكن النار لا نبالي لظاها = زادنا العزم والإبا والثبات

نتلقى الشهيد عزا ونصرا  =والضحايا توديعهم حفلات

ونغني للموت بل ونراها = في سبيل الحياة هي الحياة

ونغني حتى الجراح تغني = في الجماهير تكمن المعجزات

وحرب التحرير تضمنها الجماهير