مجلس الأمن وحافة الإفلاس

بقلم : لحسن بولسان

مؤسف القول: إن لائحة  مجلس الأمن الدولي  2494 ،تعكس فراغا واضحا أكثر ما تشير إلى الجدية في التعاطي بالصرامة اللازمة مع المعرقل الرئيسي للحل العادل لقضية الصحراء الغربية. منذ مدة و نحن نرى ، كما العالم ، طبيعة هذا التعاطي وهذا التثاؤب الدولي المريب والممزوج بكثير من المرارة،مع العجرفة المغربية والتمرد على نصوص قرارات الشرعية الدولية   والاستخفاف بها ، بعدما أوفت الجبهة بكامل التزاماتها وتعهداتها.

   في المبدأ.. بات من المحسوم أن الوضع في المنطقة لا يحتمل التسويف أكثر، وأن واقع الحال لم يعد بمقدوره أن يستوعب  أكثر مما هو قائم اليوم، حيث أن أي إضافة غير محسوبة  العواقب كافية، كي يطفح الكيل عند الشعب الصحراوي وخاصة شريحة شبابه، خصوصاً عندما  أسأ البعض الفهم للنية الصحراوية الصادقة و أن التعاون  الجدي  للطرف الصحراوي على أنه عجز في الخيارات الشرعية لاسترجاع حقوقه في الحرية والاستقلال . إن غياب الصرامة في التعاطي مع  الصلافة المغربية سيفتح يقينا المشهد الإقليمي على تداعيات  تتسع دائرة ارتداداتها لتتجاوز ما لم يكن في حسبان المتآمرين على حق الشعب الصحراوي المشروع وخاصة تلك الأطراف التي  لا تخفي سعيها المحموم من أجل توحيد جهودها لعرقلة الحل العادل والنهائي.

واضح وجلي الآن  أن المساعي  الدولية لتكريس حق الشعب الصحراوي لا تزال تدور في المستحيل ذاته ، وبالمقابل فإن صمود الصحراويين لا يزال يُحيّر المخططين ويصيب المراهنين على قبول شعبنا بالأمر الواقع  بانتكاسة تضاف إلى انتكاساتهم .  لا يريد الشعب الصحراوي أن يشعل الحرائق  في المنطقة، ولكن مجلس  الأمن تحديدا وفرنسا خاصة من تريد إثارة الاضطراب في المنطقة التي من أجل إشاعة السلام بها ،ظل الصحراويون يمدون يد النوايا الصادقة لاستتبابه ؛ حتى فهم البعض ذالك على أنه ضعف ووهن .

     يتسأل شعبنا اليوم بعد مرور أربع وأربعين سنة على الاجتياح العسكري لأرضنا : بأي منطق يريدوننا أن نقبل بتلك الهواجس والأوهام ونحن أمام معادلات مقلوبة ،وأمام منطق مهتز،وفي مواجهة مغالطات مدفوعة بنيات الالتفاف على حقنا في الوجود ؟ 

    ما من سلام أو استقرار طالما ظلت حبة تراب خارج السيادة الصحراوية, ومالم تعالج  المجموعة الدولية وبحزم عربدة وتغطرس هذا المحتل المغربي  ولجمه.إن طريق السلام بالمنطقة  واضحة , وقرارات الشرعية الدولية هي  المرجع والمدخل والاستحقاق الذي لا يجب أن يغيب عن أي تعامل مع التعنت  المغربي ،و أن  العجز الاممي  والتردد والهروب لا يعفي  المجتمع الدولي من مسؤولية استمرار التوتر وانعدام فرص  إشاعة السلام أو يسمح بتبرئة الاحتلال المغربي .

    حان الوقت أن يدرك العالم أن هذا الشعب لن يركع ابدأ. اليوم، 31 اكتوبر 2019 ،نقترب من نصف قرن على الاجتياح العسكري  للصحراء الغربية  ،ورغم  المؤامرات التي  تهب على الصحراويين من جهات الأرض الأربعة ، بقيت رغبة العطاء من اجل تحرير الوطن دون حدود، بل معيارا يتسابق الصحراويون لملامسة عتباته ، وهو ما ترسخ عبر الزمن ،في وضاءات أجيالها ولا يمكن أن تطفئه الرياح مهما كانت عاتية.

  منتصرون بإذن الله ، بإرادة شعبنا الذي لم يترك له العالم من فرصة إلا أن يقرر هو وحده اليوم خياراته وأن يستعيد دوره وان يعاد له دفقه الهادر بعد سنين من النسيان وحينها ستفقد أوراق المؤامرات صلاحياتها. فيجب  أن يفهم العالم بجميع دوائره وهيئاته أن المراهنات على نسيان القضية الصحراوية  وفرض الأمر الواقع  سقطت.

أما شعبنا ،فيعلم أن الواجب الوطني لا يحتاج إلى شكر وثناء ، بل يحتاج صدق القول والفعل ، فحق لنا نأخذه وواجب علينا نؤديه ، وعليه يجب أن تكون محطة المؤتمر القادم ،بداية  الاستعداد  لما هو آت ، أي مناسبة للصحو بالسلام أو بغيره ، ويبقى بيتنا الجبهة الشعبية ملاذنا حين يعز الملاذ,،لأننا جميعا , ودون أي استثناء, مستهدفون في مقتل ، وبالتالي تفرض الضرورة علينا جميعا أن نستنفر كل طاقاتنا من أجل حريتنا وكرامتنا ،و ندرك أن عيون العالم كله تشخص إلينا اليوم, تراهن علينا, وعلى ما سنبذله  لمواجهة  هذا الاحتلال الغاشم المعتدي الذي أسند ظهره لدعم وتواطؤ بعض الدول الاستعمارية.